بلادي وإن جارت عليّ عزيزة
وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام
وصلت إلى دبي، ووجدتها تستقبلني بقرارات تحتفي بي منذ دخولي المطار، إلى تأسيس عملي التجاري، ومن ثم مساعدتي وتشجيعي على توسيع أعمالي. وكانت القرارات واضحة وصريحة لجميع الجهات الحكومية، والهدف منها هو تسهيل عمل رجل الأعمال. وجدت الوزراء والمسئولين عند بداية تعيينهم، يبدؤون بخطبة تؤكد أنهم موجودون لخدمة رجال الأعمال وتسهيل أمورهم، ولم يأتوا بخطب الحجاج بن يوسف عندما وليّ العراق، بالتهديد والوعيد. ذهبت إلى الدائرة الاقتصادية لتسجيل اسم تجاري، أعطيتهم الاسم فوجدوه، وسجلت الاسم في 40 دقيقة. طلبوا مني صورة الجواز وعقد إيجار المكتب، ومن دون ملف علاقي أو تصديق أو.. إلخ.. من الأوراق. سلموني السجل التجاري واعتذروا عن التأخير، ونصحوني بأنه في المرة القادمة لا داعي لحضوري، إما أن أرسله مع أي مندوب، أو أحجز الاسم التجاري من موقعهم الإلكتروني. قلت لهم: أريد عمالة فقالوا: لديك مكتب في المنطقة الحرة يبعد عنك 5 دقائق. فقلت : هل أذهب قبل صلاة الفجر أم بعدها؟ .. قالوا: بل اذهب متى ما شئت في أوقات الدوام الرسمي، والانتظار سيكون من 20-30 دقيقة، أو أرسل أي موظف من أي جنسية كانت ما دام يعمل لديك. سألتهم عما إن كان بالإمكان أن تصدر التأشيرات خلال شهر أو شهرين لأتمكن من بدء العمل، قالوا خلال ساعتين يصدر لك عدد التأشيرات التي تريد. حَصلت على كل ما أريد لبدء العمل في ثلاثة أيام وفعلاً بدأت العمل بحمد الله. بدأ المشروع صغيراً، وبعد ثلاثة أعوام أصبحت منشأتي من الحجم المتوسط، وبعد أربعة أعوام أخرى أصبحت المنشأة بفضل من الله ثم بفضل تشجيع الحكومة، وبحسب معايير البنك الدولي، من المنشآت الكبيرة. كما أنه خلال السبع سنوات التي عملت فيها في دبي لم أواجه إلا القليل من المشاكل، وعند ذهابي إلى بعض الدوائر الحكومية لحل تلك المشاكل، وعند مقابلة المسئول، فإنه إما أن يحل لي المشكلة أو يرشدني إلى حلها. ولا أذكر أن حل أي من هذه المشاكل استغرق أكثر من ساعة واحدة. نعم بفضل الله تحقق حلمي مع أنه ناقص، حيث إنه رغم حبي الشديد لدبي وأهلها، إلا أنني تمنيت أن يكون هذا النجاح في الرياض ليكتمل الحلم. والمهم الآن ليس حلمي الذي تحقق، الذي أتمنى أن يكون حافزاً لشباب الأعمال، ولكن المهم هو أحلام جيل شباب الأعمال القادم، ماذا سيفعلون عندما يواجهون الصعوبات نفسها، هل يهاجرون بأفكارهم ومشاريعهم أم يستسلمون للهزيمة ويبحثون عن وظيفة، أم نساعدهم لتحقيق أحلامهم؟ إن اقتصادنا يخسر مليارات الريالات سنوياً بسبب عدم تسهيل الإجراءات للمشاريع الصغيرة وأصحابها، ورغم أن الدولة مشكورة أنشأت صناديق وقروضا وجوائز لدعم هذه المشاريع وأصحابها، إلا أن صعوبة الإجراءات بدايةً بتسجيل المنشأة، إلى استخراج تأشيرة العمالة ما زالت كما هي. ولكن أملنا في الوزراء الجدد كبير ونسأل الله أن يعينهم ويوفقهم. كما أننا نأمل كل الخير في لجنة شباب الأعمال في الغرفة التجارية وفي جائزة الأمير سلمان حفظه الله لشباب الأعمال، التي رغم حداثتها إلا أن ما قامت به إلى الآن وتوجهها لخدمة شباب الأعمال سيكون حافزاً كبيراً لهم، خصوصاً إذا ما تعاونت أمانة الجائزة مع الجهات الحكومية لتذليل العقبات التي تواجه شباب الأعمال.
مقتطفات من مقال سابق:
تعلمت أنه ليس كل من انتقد بلده هو حاقد أو عديم الوطنية، وإنما محب غيور يتمنى أن يصبح بلده أحسن من دبي. وفي المقابل، تعلمت أنه ليس كل من يدافع عن بلده وينتقد من ينتقده هو محب لبلده ولديه وطنية، وإنما ربما يكون من الخطوط الأمامية للفساد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يهمنا النقد البناء والرأي العام
أضف تعلقيك / لكن تذكر أن يديك سوف تتحاسب يوم القيامة