ba7gar

ba7gar
ابحث واندهش بالنتائج

الجمعة، يوليو 26، 2013

♥ ♥ همسة ولمسة... " تأخر نصيبها"



رسالة وصلتني من صديقة عمر ... واستجابة لرغبتها أُرسلها اليكم 

وأُهديها لإنسان غالي بعينه

هو يعرف نفسه ...

وأهمس اليه بـ

" ولوسوف يعطيك ربك فاترضي"

صدق الله العظيم

قصة واقعية



جاء في الرسالة ....

 


 

‏ أنا سيدة في الثامنة و الثلاثين من العمر


 نشأت في أسرة ميسورة الحال و عشت في كنفها حياة هادئة


 إلي أن تخرجت في الجامعة ‏..‏ 


و عقب التخرج إلتحقت بعمل ممتاز يدر علي دخلا  
كبيرا‏ ..‏

 

و أحببت عملي كثيرا و أعطيته كل اهتمامي‏ ,‏ 

و تقدمت فيه سريعا حتي تخطيت كثيرين من زملائي ‏.‏ 


و كنت خلال مرحلة الجامعة قد ارتديت الحجاب بإرادتي و اختياي‏ 

و بدأ الخطاب يتقدمون إلي ‏


 لكنني لم أجد في أحدهم  مايدفعني للارتباط به‏


ثم جرفني العمل و الانشغال به عن كل شيءآخر


حتي بلغت سن الرابعة و الثلاثين


و بدأت أعاني النظرات المتسائله عن سبب عدم زواجي حتي هذه السن‏ .‏


و تقدم لي شاب من معارفنا يكبرني بعامين‏ ..‏ 

و كان قد أقام عقب تخرجه عدة مشروعات صغيرة 


باءت كلها بالفشل‏ ..‏ و لم يحقق أي نجاح مادي‏ 


و كان بالنسبة لي محدود الدخل‏


 لكني تجاوزت عن هذه النقطة و رضيت به

وقررت أنني بدخلي الخاص سوف أعوض كل ما يعجز هو

بإمكاناته المحدودة عنه‏..‏ و ستكون لنا حياة ميسورة بإذن الله‏.‏

و قد ساعدني علي اتخاذ هذا القرار أنني كنت قد بدأت
أحبه ‏..‏


و أنه قد أيقظ مارد الحب النائم في أعماقي 

و الذي شغلت عنه طيلة السنوات الماضية بطموحي في العمل‏ 

كما أنه كان من هؤلاء البشر الذين يجيدون حلو الكلام‏  

و قد روي بكلامه العذب ظمأ حياتي ‏.‏


 و بدأنا نعد لعقد القران 


و طلب مني خطيبي صورة من بطاقتي الشخصية


 ليستعين بها في ترتيب القران‏..‏ 

و لم أفهم في ذلك الوقت مدي حاجته لهذه الصورة لكني أعطيتها له‏.‏

و في اليوم التالي فوجئت بوالدته تتصل بي تليفونيا و تطلب مني بلهجة مقتضبة

مقابلتها علي الفور‏..‏ و توجست خيفة من لهجتها المتجهمة ‏

و أسرعت إلي مقابلتها‏.‏

فإذا بها تخرج لي صورة بطاقتي الشخصية و تسألني هل تاريخ ميلادي

المدون بها صحيح ؟ 


و أجبتها بالإيجاب و أنا أزداد توجسا و قلقا ‏‏

ففوجئت بها تقول لي‏:‏ إذن فإن عمرك يقترب الآن من الأربعين‏ .‏

و ابتلعت ريقي بصعوبة ثم قلت لها بصوت خفيض أن عمري‏ 34‏ عاما‏.‏

فقالت أن الأمر لا يختلف كثيرا لأن الفتاة بعد سن الثلاثين

تقل خصوبتها كثيرا و هي تريد أن تري أحفادا لها من ابنها‏..‏ 


لاأن تراه هو يطوف بزوجته علي الأطباء


جريا وراء الأمل المستحيل في الإنجاب منها‏.‏

و لم أجد ما أقوله لها لكني شعرت بغصة شديدة في حلقي‏ ,‏

و أنتهت المقابلة و عدت إلي بيتي مكتئبهة..‏


و منذ تلك اللحظة لم تهدأ والدة خطيبي حتي تم فسخ الخطبة بيني و بينه


و أصابني ذلك بصدمه شديدة .....

لأنني كنت قد أحببت خطيبي و تعلقت بأمل السعادة معه‏..‏

لكنه لم ينقطع عني بالرغم من فسخ الخطبة 


 و راح يعدني بأنه سيبذل كل جهده لإقناع والدته بالموافقه علي زواجنا‏..‏

و استمر يتصل بي لمدة عام كامل دون أي جديد‏ ..‏ 


و وجدت أنني في حاجة إلي وقفة مع النفس و مراجعة الموقف كله‏..‏ 

و انتهيت من ذلك إلي قرار ألا أمتهن نفسي أكثر من ذلك 


و أن أقطع هذه العلاقة نهائيا‏ ..‏


و فعلت ذلك و رفضت الرد علي اتصالات خطيبي السابق‏.‏

و مرت ستة أشهر عصيبة من حياتي‏..‏

ثم أتيحت لي فرصة السفر لأداء العمرة 


 فسافرت لكي أغسل أحزاني فيبيت الله الحرام‏ ..‏ و أديت مناسك العمرة ..‏

و لذت بالبيت العتيق و بكيت طويلا 


و دعوت الله أن يهييء لي من أمري رشدا‏


و في أحد الأيام كنت أصلي في الحرم


و انتهيت من صلاتي و جلست أتأمل الحياة في سكون


فوجدت سيدة إلي جواري تقرأ في مصحفها بصوت جميل‏..‏ 

و سمعتها تردد الآية الكريمة 


و كان فضل الله عليك عظيما 


فوجدت دموعي تسيل رغما عني بغزارة ‏


و التفت إلي هذه السيدة و جذبتني إليها‏


و راحت تربت علي ظهري بحنان و هي تقرأ لي

سوره الضحى

بسم الله الرحمن ارحيم

(( إلي أن بلغت الآية الكريمة و لسوف يعطيك ربك فترضي ))

فخيل إلي أنني أسمعها لأول مرة في حياتي

مع أني قد رددتها مرارا من قبل في صلاتي‏..‏ و هدأت نفسي‏

وسألتني السيدة الطيبة عن سبب بكائي فرويت لها  كل شيء بلا حرج‏


فقالت إن الله قد يجعل بين كل عسرين يسرا‏


و أنني الآن في العسر الذي سوف يليه يسر بإذن
الله‏..‏


و أن ما حدث لي كان فضلا من الله


لأن في كل بلية نعمة خفية كما يقول العارفون ‏

و شكرتها بشدة علي كلماتها الطيبة و دعوت لها بالستر في الدنيا و في الاخرة ‏

و غادرت الحرم عائدة إلي فندقي و أنا أحسن حالا


 و انتهت فترة العمرة و جاء موعد الرحيل‏

و ركبت الطائرة عائدة إلي القاهرة


فجاءت جلستي إلي جوار شاب هاديء الملامح و سمح الوجه‏


وتبادلنا كلمات التعارف التقليدية‏..‏

فوجدتني أستريح إليه و اتصل الحديث بيننا طوال الرحلة 


إلي أن وصلنا إلي

القاهرة و انصرف كل منا إلي حال سبيله‏,‏ و انهيت إجراءاتي في المطار‏ ,‏

و خرجت فوجدت زوج أقرب صديقاتي إلي في صالة الانتظار فهنأني بسلامة العودة

و سألته عما جاء به للمطار 


فأجابني بأنه في انتظار صديق عائد علي نفس الطائرة التي جئت بها‏.‏ 

و لم تمض لحظات إلا و جاء هذا الصديق


 فإذا به هو نفسه جاري في مقاعد الطائرة و تبادلنا التحية


ثم غادرت المكان بصحبة والدي‏..‏ 

وما أن وصلت إلي البيت و بدلت ملابسي و استرحت بعض الوقت حتي

وجدت زوج صديقتي يتصل بي و يقول لي أن صديقه معجب بي بشده

و يرغب في أن يراني في بيت صديقتي في 
نفس الليلة لأن خير البر عاجله‏

ثم يسهب بعد ذلك في مدح صديقه و الإشاده بفضائله 


و يقول لي عنه أنه رجل أعمال شاب من أسرة معروفة


و علي خلق و دين و لا يتمني لي من هو أفضل منه


لكي يرشحه للارتباط بي‏.‏

و خفق قلبي لهذه المفاجأة غير المتوقعة‏..‏

و استشرت أبي فيما قاله زوج صديقتي 


فشجعني على زيارة صديقتي لعل الله جاعل لي فرجا‏.‏

و زرت صديقتي و زوجها


و التقيت بجاري في الطائرة و استكملنا التعارف و تبادلنا الإعجاب‏..‏

و لم تمض أيام أخري حتي 
كان قد تقدم لي‏..‏

و لم يمض شهر و نصف الشهر بعد هذا اللقاء حتي كنا قد تزوجنا


و قلبي يخفق بالأمل في السعادة


و حديث السيدة الفاضلة في الحرم عن اليسر بعد العسر يتردد في أعماقي ‏.‏ 

و بدأت حياتي الزوجية

متفائلة و سعيدة و وجدت في زوجي كل ما تمنيته لنفسي 


في الرجلالذي أسكن إليه من حب و حنان و كرم و بر بأهله و أهلي


غير أن الشهور مضت و لم تظهر علي أية علامات للحمل‏

و شعرت بالقلق خاصة أنني كنت قد تجاوزت السادسه و الثلاثين


و طلبت من زوجي أن أجري بعض التحاليل و الفحوص


خوفا من ألا أستطيع الإنجاب


فضمني إلي صدره و قال لي بحنان غامر أنه لا يهمه من الدنيا سواي‏..‏ 

و أنه ليس مهتما بالإنجاب‏


لأنه لا يتحمل صخب الأطفال وعناءهم‏


لكني أصررت علي مطلبي‏..‏

و ذهبنا إلي طبيب كبير لأمراض النساء و طلب مني إجراء بعض التحاليل‏


و جاء موعد تسلم نتيجه أول تحليل منها


ففوجئت به يقول لي أنه لا داعي لإجراء بقيتها 


لأنه مبروك يامدام‏..‏ أنت حامل‏!‏

فلا تسل عن فرحتي و فرحة زوجي بهذا النبأ السعيد‏ ..

‏و غادرت عيادة الطبيب و أنا أشد علي يده شاكرة له بحرارة‏.‏

و في ذلك الوقت كان زوجي يستعد للسفر لأداء فريضة الحج‏ 

فطلبت منه أن يصطحبني معه لأداء الفريضة 


و أداء واجب الشكرلمن أنعم علي بهذه النعم الجليلة


و رفض زوجي ذلك بشدة و كذلك طبيبي المعالج 


لأنني في شهور الحمل الأولي ‏..‏

لكني أصررت علي مطلبي 


و قلت لهما أن من خلق هذا الجنين في أحشائيعلي غير توقع قادر 

علي أن يحفظه من كل سوء‏ 

و استجاب زوجي لرغبتي بعد استشاره الطبيب


و اتخاذ بعض الاحتياطات الضرورية 


و سافرنا للحج و عدت و أنا أفضل مما كنت قبل السفر‏..‏

و مضت بقيه شهور الحمل في سلام و إن كنت قد عانيت معاناة زائدة بسبب كبر سني‏

و حرصت خلال الحمل علي
ألا أعرف نوع الجنين


لأن كل ما يأتيني به ربي خير و فضل منه‏

و كلما شكوت لطبيبي من إحساسي بكبر حجم بطني
عن المعتاد


فسره لي بأنه يرجع إلي تأخري في الحمل إلي سن السادسة و الثلاثين‏ 

ثم جاءت اللحظة السحرية

المنتظرة و تمت الولادة و بعد أن أفقت دخل علي الطبيب

و سالني باسما عن نوع المولود الذي تمنيته لنفسي فأجبته

بأنني تمنيت من الله مولودا فقط و لا يهمني نوعه‏..‏

ففوجئت به يقول لي‏:‏ إذن ما رأيك في أن يكون لديك 


الحسن و الحسين و فاطمه ‏!‏!

و لم أفهم شيئا و سألته عما يقصده بذلك


 فإذا به يقول لي و هو يطالبني بالهدوء و التحكم في أعصابي 


أن الله سبحانه و تعالي قد من علي بثلاثه أطفال‏

و كان الله سبحانه و تعالي قد أراد لي أن أنجب خلفة العمر كلها دفعة واحدة


 رحمة منه بي لكبر سني‏


و أنه كان يعلم منذ فتره بأنني حامل في توأم 


لكنه لم يشأ أن يبلغني بذلك 


لكيلا تتوتر أعصابي خلال شهور الحمل و يزداد خوفي‏.‏....


و لم أسمع بقية كلامه فلقد انفجرت في حالة هستيرية من الضحك و البكاء 


و ترديد عبارات الحمد و الشكر لله‏..‏


و تذكرت سيدة الحرم الشريف‏..‏ والآية الكريمة‏..‏


و لسوف يعطيك ربك فترضي‏..‏ 


و هتفت أن الحمد لله‏..‏ الذي أرضاني


و أسبغ علي أكثر مما حلمت به من نعمته‏.‏

أما زوجي الذي كان يزعم لي أنه لا يتحمل صخب الأطفال

و عناءهم لكي يهون علي همي بأمري


 فلقد كاد يفقد رشده حين رأي أطفاله الثلاثة


 و راح يهذي بكلمات الحمد و الشكر لذي الجلال و الإكرام

حتي خشيت عليه من الانفعال‏.‏

و أصبح من هذه اللحظة لا يطيق أن يغيب نظره عنهم‏.‏

و إنني أكتب إليك رسالتي هذه من أحد الشواطيء‏ 

حيث نقضي إجازة سعيدة أنا وزوجي و أطفالي‏


و لكي أرجوك أن توجه رسالتي هذه

إلي كل فتاه تأخر بها سن الزواج أو سيدة تأخر عنها الإنجاب


و تطالبهن بألا يقنطن من رحمة الله‏



 

 
قل  لمن  يحمل  هماً  ...  بأن  همه   لن   يدوم 
فكما   تفني   السعادة ... هكذا   تفني   الهموم 

 




--


الانتقال إلى موقع الويب الخاص بالمجموعة
إزالتي من القائمة البريدية للمجموعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يهمنا النقد البناء والرأي العام
أضف تعلقيك / لكن تذكر أن يديك سوف تتحاسب يوم القيامة

ابحث ba7gar وأندهش بالنتائج